ستيف جوبز JOBS الشخصية الجدلية التي غيرت العالم
تحل في أكتوبر القادم، ذكرى وفاة مؤسس شركتي آبل وبيكسار، ستيف جوبز. ويعد أيقونة شركة آبل أحد أكثر الشخصيات الجدلية بين الناس، التي يرى البعض أنه قد غيّر العالم بإدارته لشركة آبل والبعض يراه مجرد مدعي.
وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على وفاة ستيف جوبز، تحولت عملاق التكنولوجيا “آبل” إلى منظومة اقتصادية هامة تتعدد أجهزتها وخدماتها، وتفوق قيمتها أي شركة أخرى في العالم.
وكثر الحديث عن تلك الشخصية الجدلية، فقيل أن رحلات ستيف جوبز في البداية إلى الهند، دفعته إلى التأمل في أمور الحياة والنظر إلى الأمور بشكل مختلف وتحدث البعض عن تناوله عقار إل سي دي بشكل دوري بالإضافة إلى مشاكله العائلية مع ابنته التي اعترف بها لاحقاً والألم الذي لازمه طوال حياته بسبب تخلي والديه البيولوجيين عنه وهو صغير ورفضه لقاء والده جندلي سوري الأصل.
والذي لا ينكره الجميع، تفانيه الشديد في أداء عمله وخبرته التسويقية الفريدة التي نجحت في جعل منتجات آبل شيئاً أساسياً في حياة الناس على اختلاف طبقاتها.
وكأن هذا الرجل قد قرر وضع آلامه وشعوره الحزين، ليصب طاقته في عمله وليقود فريق عمل لا يهدف سوى لابتكار منتجات تغير حياة الناس، ودخل جوبز بمنتجات آبل، عالم الموسيقا وكان الآيبود نقلة نوعيه هامة في عالم الفن والآيتيون بعد ذلك وتصدرت شركة آبل في 2004 المركز الأول كأكبر شركة قانونية لتحميل الأغاني والموسيقا في العالم.
ستيف جوبز كان أول من يصل لمقر عمله ولم يكن يهتم بسعادة الموظفين أو الصبر على موظف متكاسل، رغم ذلك كان في كل مناسبة يذكر بالأسماء فريق عمله في آبل ويشيد بجهودهم بعدم الاستسلام، حتى يخرج للناس بدرجة عالية من الإتقان وفي أبهى صورة تتسم بالسهولة واليسر.
ولم يدعي بأنه مبرمج أو أنه قد عمل يوماً على كتابة سطر برمجي واحد، مع شركة آبل ولكنه بالفعل وبأرقام السوق، الأفضل في تمثيل الشركة بالمؤتمرات والتسويق لمنتجاتها التي ارتبطت باسمه مثل الآيبود والآيفون والآيباد وماك وغيرها.
كرر جوبز في أكثر من لقاء بأنه شخصية مليئة بالتناقضات وأنه في العمل شخص سيء للغاية وأنه يعلم جيداً بأن فريق عمله سيظل يدعمه رغم التحديات ورغم الأخطاء ورغم العروض المغرية التي يتلقاها الفريق والتي قد تكون أفضل من “آبل” بكثير ولكنهم في النهاية يفضلون البقاء في المكان الذي يغير العالم.
ولم يغفل جوبز الشكل الخارجي وإيمانه الشديد بحملات التسويق الإعلامي وجهود شركات العلاقات العامة للترويج لشخصه وقد تعمد اختيار زي موحد اشتهر به، التيشرت الأسود والجينز والحذاء الرياضي، وتسويقه فكرة الحفاظ على الوقت لشيء أهم من اختيار الملابس، وهكذا أصبح أيقونة شركة آبل.
ومع الاختلاف أو الاتفاق على شخصية ستيف جوبز إلا أنها ساعدت على التسويق لشركة آبل ومنتجاتها الثورية في السوق وأصبحت تتقن الإفادة لأقصى حد من مستهلكيها الأوفياء وتغيير الحياة اليومية لمئات الملايين من الناس.